عيون الأفاعي
كأنّ نجوماً أومـضت في الغيــاهـب
عيون الأفاعي أو رؤوس العقارب
إذا كان قلب المرء في الأمر حائراً
فأضيق من تسعين رحب السباسب
وتشغلنـــي عني وعن كل راحتــي
مصائب تقـفوا مثـلـها في المصائب
إذا ما أتـتـنـي أزمـــة مدلــهـــــمة
تحــيـط بنفسي من جميع الجــوانب
تطـلبت هل من ناصر أو مســاعـد
ألـــوذ به من خوف سوء العــواقب
فـلـسـت أرى الا الذي فـلـــق النوى
هو الواحد المعـطي كثير المواهـب
ومعـتصم المكروب في كل غــمرة
ومـنـتجع الغــفـــران من كل هائب
مجيــــب دعا المضطر عند دعائـه
ومـنـقـذه من معـضلات النـوائب
معيـد الـورى في زجـرة بعد موتهم
لـفـصـل حـقـوق بـيـنـهـم ومـطالب
ففي ذلك اليوم العصيب ترى الورى
سكارى ولا سكـر بهم من مشارب
حـفــاة عـــراة خاشــعــيـــن لربهـم
فـيا ويح ذي ظلم رهـــين المطالب
فيأتوا لنــــــوح والخليـــــــــل وآدم
وموسى وعيسى عند تلك المتاعب
لــعــلهـمُ أن يـشـفعــوا عـنــد ربهــم
لتخليصهم من معضلات المصاعب
فما كان يغني عـنـهـمـوا عـنـد هــذه
نــــبـي ولـم يـظــفـرهـمُ بالـــمـآرب
********************************
هناك رسول الله
هــناك رســـــول الله يأتي لــــربه
ليـشـفـع لتخليص الورى من متاعب
فيرجع مـســرورا ً بنيـــل طـلابــه
أصاب من الرحمــن أعـلـى الـمراتب
سـلالـة إسماعـيـل والـعـرق نـازع
وأشـــــرف بيت من لـؤي بن غــالب
بـشـارة عيســى والذي عنه عبروا
بـشـــدة بـأس بالـضـحــوك الـمحارب
ومن أخبروا عنه بأن ليس خـلـقه
بـفــظ وفي الأسـواق لـيـس بصـاخـب
ودعــــــوة إبـراهـيــم عنـد بـنـائــه
بـمــكـــة بـيـتـا فـيـه نـيـل الـرغـائـب
جـمـيـل المحـيا أبيض الوجه ربعة
جــلـيـل كــــراديــس أزج الـحـواجـب
صبيح مليح أدعـج العـيـن أشـكـل
فـصيـح لـه الاعـجـام لـيـس بـشـائـ ب
*****************************
وأحسن خلق الله
وأحـسـن خـلـق الله خـلـقا وخـلـقـة
وأنـفـعـهــم للــنــاس عــنــد الــنـوائـب
وأجــــود خـلـق الله صدراً ونائـلا
ً وأبـسـطهــم كــفـاً عـلـى كـــل طـالب
وأعــظـم حــــر للـمـعـالي نهوضه
إلى الـمجـد ســام للعــظائـم خــاطـب
تـرى أشـجع الفرسان لاذ بظهـره
إذا احمرّ بــأس في بـئيـس المواجب
وآذه قــوم من سـفـاهـة عـقـلـهـم
ولـم يـذهـبــــــوا من ديـنـــه بـمـذاهب
فـمـا زال يــدعـــو ربـه لـهـــداهـم
وإن كــان قـد قـاسـى أشـــد المتاعب
وما زال يعـفـو قادراً عن مسيئهـم
كـمـا كــان مـنـه عـنـد جـبـذة جـاذب
وما زال طـول العمر لله معـرضاً
عن البسط في الدنيا وعـيش الـمـزارب
بديع كمال في الـمعـالي فلا امـرء
يـــكــــون له مـثــــلا ولا بـمـقـارب
أتانا مـقـيـم الـدين مـن بـعـد فـتـرة
وتـحــريـف أديــــان وطــول مـشاغب
*******************************
ويل قوم
فيا ويل قوم يشركـــون بربهـم
وفيهم صنـــــــوف من وخـيـم الـمـثـالب
وديـنهــــمُ ما يـفـتـرون بـرئـيـهــم
كـتـحـــريـم حـــام واخـتـراع الـسـوائب
ويا ويل قوم حرفوا دين ربهـم
وأفـتــوا بـمـصـنـوع لـحـفـظ الـمـناصب
ويا ويل قوم من أطرى بوصف
فـسـمـاه رب الـخــلــق إطـــــراء خـائـب
ويا ويل قوم قــد أبــار نفوسهم
تـكـلــف تـــزويـــق وحـب الـمـلاعــب
ويا ويل قوم قد أخف عقولــهم
تجـبـر كـســـرى واصـطـلام الـضرائب
فأدركهـم في ذاك رحمة ربنا
وقــد أوجــبــــــوا مــنـه أشــد الـمـعـائـب
فأرســـل من عـلـيا قـريش نبيــه
ولـم يـك فـيـمـا قــد بـلــــوه بـكـــاذب
ومن قبل هذا لم يخالط مـداس ألـــ
ـــــيــهـود ولـم يـقـرأ لـهـم خـــط كـاتب
*******************************
منهاج الهدى
فأوضح منهاج الهـدى لمن اهتدى
ومـــنّ بـتـعـلـيـم عـلى كــــل راغـــب
وأخبر عن بـدء السـماء لهم وعـن
مـقـام مـخـــوف بين أيـــدي الــمحاسب
وعن حكم رب العرش فيما يعينهم
وعـن حكم تـــروى بحكم الــــتـــجـارب
وأبـطـل أصـناف الخـنى وأبادها
وأصـنـاف بـغـي للـعـقـوبـــة جـــالب
وبشر من أعطى الرسـول قــيـاده
بـجـنـة تـنـعــيـــــــم وحــــور كــواعــب
وأوعـــــد مـن يـأبى عـبادة ربـــــه
عـقـوبـــة مـيـــزان وعـيـــشـــة قـاطـب
فأنجى به من شاء ربـي نجاتـــــه
ومـن خــاب فــلـتـنـدبـه شـــر الـنوادب
*******************************
فأشهد
فأشهـد أن الله أرســــــل عــــبـــده
بــحــق ولا شــيء هــنــاك بــرائــب
وقد كـــان نـــورالله فـيـنـا لـمهـتـد
وصمصام تـدمـيـر عـلى كـــل نــاكـــب
وأقــوى دلـيـل عـنـد مـن تـم عـقله
عـلى أن شرب الشرع أصفى الـمـشـارب
تـواطـىء عـقـول في سلامة فكره
عـلى كـل ما يـأتي بــه مـن مـطـالـب
سـمـاحـة شرع في رزانة شرعة
وتـحـقـيـق حـق في إشــــارة حــاجــب
مكـارم أخـــلاق وإتـــمــام نـعـمـة
نـبــــوة تــألــيــف وسـلــطــــان غـــالب
نصدق ديـــن الـمـصطـفى بقلوبنا
على بـيـنات فـهـمـهـا مـن غـــــرائب
********************************
فراق الحبيب
وكلمه الأحجـــار والعجم والحصى
وتكلـيم هـــــذا الـنـوع لـيـس بـرائــب
وحـن لــه الــجــذع الــقـديـم تـحزنا
فـإن فـراق الـحـب أدهـى الـمـصــائب
وأعـجـب تلك الـبـدر يـنـشـق عـنده
وما هـو في إعـجـازه من عــجـــــائب
وشــــق لـه جـبـريـل باطـن صدره
لغـسـل ســــــواد بالـسـويــــــداء لازب
وأسرى على متن البراق الى السما
فيـا خــيــر مركوب ويـا خــيــر راكب
وراعـت بلـيـغ الآي كــــل مجــادل
خـصـيـم تـمـادى في مــراء المطالب
بـراعـــة أســلوب وعـجـز معارض
بـلاغــــة أقــــوال وأخـبــــار غــائب
وســمّـاه رب الـخـلـق أسـمـاء مدحة
تبيّن مـا أعـطـى لـه مـن مـنـاقـــــب
رؤوف رحـيم أحــمـــد ومحـمـــد
مـقـفـى ومـفـضـال يـسـمـى بعاقـب
إذا مـا أثــــاروا فــتـنـة جاهـلـيـــــة
يـقـود بـبـحـر زاخــــــــر من كـتـائـب
يـقـوم لــدفــع البـأس أســـرع قــومـه
بجـيـش مـن الأبـطـال غــــر السلاهب
أشــداء يـــوم البـأس مـن كـل باســـل
ومـن كـل قـــــرم بالأسـنــة لاعــــب
توارث إقـدامـا ونــبــلا وجــــــــــرأة
نـفـوســهــمُ مـن أمهـــــات نـجائــــب
******************************
جزى الله
جـــزى الله أصحــــاب الـنـبي محمـد
جميعــــا كمــا كانــوا لـه خير صاحب
وآل رســـــول الله لازال أمــــــرهــم
قـويـمـا عـلـى إرغــــام أنف النواصب
ثـلاث خصــــــال من تعــاجيب ربنا
نجابـــــــــة أعــقــاب لـوالــــــــد طالب
خـلافـــــــــة عـبـــــاس وديـن نبينـــا
تــزايــــد في الأقـــطــار من كل جانب
يؤيـــد ديـن الله في كـــــــل دورة
عصائب تـتـلــو مثـــلـهـا من عـصائب
فمنهم رجال يدفـعــون عــدوهـــم
بـسـمـر الـقـنــــــا والمرهفات القواضب
ومنهم رجال يغــلبـــون عــدوهـــم
بأقـــــوى دلـيـل مفحــــم لـلـمـغــــاضب
ومنهم رجال بـيـنـــــوا شرع ربنا
ومـا كـان فـيـه مـن حـــــرام وواجــــب
ومنهم رجال يدرســون كتـابــــــه
بتجويـــــد تـرتـيـــــل وحفـظ مـراتـــب
ومنهم رجال فســــروه بعلمهـــــم
وهـم عــلــمــونــا مــا بــه من غـــرائب
ومنهم رجال بالحــديث تولعـــــوا
وما كان فـيـه من صحـيـح وذاهــــــــب
ومنهم رجال مخلصون لربهـــــــم
بأنفـسـهـــم خصـب البـــــــــلاد الأجادب
ومنهم رجال يهتـــــدى بعظاتهــــم
قيــام إلى ديـــــن مـن الله واصـــــب
عــلى الله رب الناس حسن جزاءهـم
بما لا يوافـــي عـــــده ذهــــن حاســــب
***********************************
خاتم الرسل
فمن شـــــاء فـلـيـذكر جمال بثينة
ومـن شـــــاء فـلـيغـزل بحـب الربائب
سأذكـــــر حبي للحــبيب محمــــد
إذا وصف العشـــــــــاق حب الحبائب
ويبدو محياه لعيني في الكــــــرى
بنفسي أفــدّيــــــــه إذاً والأقــــــارب
وتـدركني في ذكـــره قـشـعــريرة
من الوجــــد لا يحويه عــلــم الأجانب
وألـــفي لـــروحي عند ذلك هـزة
وأنســـــــــا وروحا فيه وثبـــــة واثب
وإنك أعلى المرسليــــن مكانــــــة
وأنت لهم شـمـس وهـم كالــثـواقـــــب
وصل إلهي كلما ذرّ شــــــــــارق
عـلى خاتـم الرســــــل الكرام الأطايب
*******************************
حصـانٌ رزانٌ
لحسان بن ثابت
انشاد مشاري راشد العفاسي
حصـانٌ رزانٌ مـا تُزنُّ بريبةٍ
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
حليلةُ خير الناس دينـاً ومنصباً
نبيِّ الهدى والمكرمات الفواضـل
عقيلةُ حيٍّ من لؤيِّ بن غالبٍ
كرامِ المساعي مجدُها غير زائل
مهذبـةٌ قـد طيَّبَ الله خِيمهـا
وطهَّرها من كل سوءٍ وبـاطـل
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زعمتُه
فلا رفعت سوطي إليَّ أنامـلي
وإن الذي قد قيل ليس بلائطٍ
بها الدهرَ بل قولُ امرئٍ بأماحل
فكيف وُودِّي ماحييتُ ونُصرتي
لآلِ نبيِّ اللهِ زينِ المحامد
له ُرتبٌ عالٍ على الناس كلهم
تقَاصرُ عنه َسْورةُ المتطاول
رأيُتكِ وليغفر لك الله حرةً
من المحصنات غيرَ ذاتِ غوائل
معاني الأبيات:
حصان رزان ما تُزن بريبة ******* وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
حصان: المحصنة العفيفة
رزان: الرزينة كاملة العقل، كما يقال رجل رزين وامرأة رزان أو رزينة
ما تزن: أي لا تتّهم
غرثى: جائعة
ومعناه أنها لا تغتاب الناس لأنها لو اغتابتهم لشبعت من لحومهم، من قوله تعال:" ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"
الغوافل: جمع غافلة أي الغافلة عن الشر والفواحش
حليلة خير الناس دينا ومنصبا******* نبي الهدى والمكرمات الفواضل
حليلة خير الناس: أي زوجة خير الناس صلى الله عليه وسلم
عقيلة حي من لؤي بن غالب******* كرام المساعي مجدها غير زائل
العقيلة: السيدة الكريمة وتطلق على الزوجة
من لؤي بن غالب: لؤي بن غالب من أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أجدادها، أي هو جد مشترك لهما وربما لقريش كلها
مهذبة قد طيب الله خيمها******* وطهرها من كل شين وباطل
الخيم: الأصل ،أي قد طيب الله أصلها
شين: القبيح
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم ******* فلا رفعت إلي سوطي أناملي
هنا يدعو على نفسه بأن لا ترفع له يده السوط، وقد يكون يقصد به الموت،إن كان قد خاض في الإفك كما يتهمه البعض، فهو ينفي عن نفسه هذه التهمة
وإن الذي قد قيل ليس بلائط ******* بها الدهر بل قول امريء بها ماحل "متماحل"
لائط: لازق
أي أن ما اتهمت به من إفك وكذب ليس بلازق بها ولا دائم
الماحل: أو المتماحل أي المتغير والزائل
أو لها معنى آخر اي من يسعى بالشر والكيد، اي هو قول شخص قد سعى بالشر والنميمة
فكيف وودي ما حييت ونصرتي******* لآل رسول الله زين المحافل
أي فكيف أقول مع القائلين بالإفك وأنا وُدي وحبي ونصرتي ما حييت للرسول وآله
له رتب عال على الناس كلهم******* تقاصر عنه سورة المتطاول
أي له الرتبة والمكانة العالية والدرجة الرفيعة التي لا يصلها أحد من الناس
وتقصر عنها حتى َسْورةُ المتطاول أي وثبة المتعالي
رأيتك وليغفر لك الله حرة ******* من المحصنات غير ذات غوائل
غوائل: جمع غائلة أي الشر والفساد
*********************************
أيا من يدعي الفهم
أيا مَنْ يَدَّعِيْ الفَهْمْ إِلَى
كَمْ يَا أَخَا الوَهْمْ
تُعَبِّيْ الذَّنْبَ وَالـَّذمّْ
وُتُخْطِيْ الخَطَـأَ الجَمّ
أَمَا بَانَ لَكَ العَيْبْ
أَمَا أَنْذَرَكَ الشَّيْبْ
وَمَا فِيْ نُصْحِهِ رَيْبْ
وَلا سَمْعُكَ قَدْ صَمّْ
أَمَا نَادَى بِكَ المَوْتْ
أَمَا أَسْمَعَكَ الصَّوْتْ
أَمَا تَخْشَى مِنَ الفَوْتْ
فَتَحْتَاطَ وَتَهْتَــمّْ
فَكَمْ تَسْدَرُ في السَّهْوْ
وَتَخْتَالُ مِنَ الزَّهْـوْ
وَتَنْصَبُّ إِلَى اللَّهْـوْ
كَأَنَّ المَوْتَ مَا عَمّْ
وَحَتَّـامَ تَجَافِيْـكْ
وَإِبْطَاءُ تَلافِيْـكْ
طِبَاعَاً جَمَّعْتْ فِيْكْ
عُيُوْبَاً شَمْلُهَا انْضَمّْ
إَذَا أَسْخَطْتَ مَوْلاكْ
فَمَا تَقْلَقُ مِنْ ذَاكْ
وَإِنْ أَخْفَقْتَ مَسْعَاكْ
تَلَظَّيْتَ مِنَ الهَـمّْ
تُعَاصِيْ النَّاصِحَ البَرّْ
وَتَعْتَاصُ وَتَـزْوَرّْ
وَتَنْقَادُ لِمَنْ غَــرّْ
وَمَنْ مَانَ وَمَنْ نَمّْ
وَتَسْعَى في هَوَى النَّفْسْ
وَتَحْتَالُ عَلَى الفَلْسْ
وَتَنْسَى ظُلْـمَةَ الرَّمْسْ
وَلا تَذْكُــرُ مَا ثَمّْ
سَتُذْرِيْ الدَّمَّ لا دَمْعْ
إِذَا عَايَنْتَ لا جَمْعْ
يَقِيْ فِيْ عَرْصَةِ الجَمْعْ
وَلا خَالَ وَلا عَـمّْ
وَلَوْ لاحَظَكَ الحَظّْ
لََمَا طَاحَ بِكَ اللَّحْظْ
وَلا كُنْتَ إِذَا الوَعْظْ
جَلا الأَحْزَانَ تَغْتَمّْ
كَأَنِّيْ بِكَ تَنْحَــطّْ
إِلَى اللَّحْدِ وَتَنْغَـطْ
وَقَدْ أَسْـلَمَكَ الرَّهْطْ
إِلَى أَضْيَقَ مِنْ سَـمْ
هُنَاكَ الجِسْمُ مَمْدُوْدْ
لِيَسْـتَأْكِلَهُ الدُّوْدْ
إِلَى أَنْ يَنْخَرَ العُوْدْ
وَيُمْسِيْ العَظْمُ قَدْ رَمّْ
وَمِـنْ بَعْدُ فَلا بُدّْ
مِنَ العَرْضِ إِذَا اعْتُدْ
صِـرَاطٌ جِسْرُهُ مُدّْ
عَلَى النَّارِ لِمَــنْ أَمّْ
فَكَمْ مِنْ مُرْشِدٍ ضَلّْْ
وَمِنْ ذِيْ عِــزَّةٍ ذَلّْْ
وَكَمْ مِنْ عَـالِمٍ زَلّْ
وَقَالَ : الخَطْبُ قَدْ طَمّْ
فَبَـادِرْ أَيُّهَا الغُمْرْ
لِمَنْ يَحْلُوْ بِهِ المُـرّْ
فَقَدْ كَادَ يَهِيْ العُمْرْ
وَمَا أَقْلَعْتَ عَنْ ذَمّْ
وَلا تَرْكَنْ إِلَى الدَّهْرْ
وَإِنْ لانَ وَإِنْ سَـرّْ
فُتُلْفَى كَمَنْ اغْتَـرّْ
بِأَفْعَى تَنْفُثُ السَّمّْ
وَجَانِبْ صَعَرَ الخَدّْ
إِذَا سَاعَدَكَ الجَدّْ
وَزُمَّ اللَّفْظَ إِنْ نَدّْ
فَمَا أَسْعَدَ مَنْ زَمّْ
وَنَفِّسْ عَنْ أَخِيْ البَثّْ
وَصَدِّقْهُ إِذَا نَثَّ
وَرُمَّ العَمَــلَ الرَّثّْ
فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ رَمّْ
وَرِشْ مَنْ رِيْشُهُ انْحَصّْ
بِمَا عَمَّ وَمَا خَـصّْ
وَلاتَأْسَ عَلَى النَّقْـصْ
وَلاتَحْرِصْ عَلَى اللَّمّْ
وَعَادِ الخُلُقَ الرَّذْلْ
وَعَوِّدْ كَفَّكَ البَذْلْ
وَلا تَسْتَمِعِ العَذْلْ
وَنَزِّهْهَا عَنِ الضَّمّْ
وَزَوِّدْ نَفْسَكَ الخَيْرْ
وَدَعْ مَا يَعْقُبُ الضَّيْرْ
وَهَيِّءْ مَرْكَبَ السَّيْرْ
وَخَفْ مِنْ لُجَّةِ اليَّمّْ
***********************
خل ادكار الأربع
خل ادكار الأربع
والمعهد المرتبع
والظاعن المودع
وعدي عنه ودع
واندب زمانا سلف
سودت فيه الصحف
ولم تزل معتكفا
على القبيح الشنع
كم ليلة أودعتها
مـآثمـاً أبدعتها
لشهوة أطعتها
في مرقد ومضجع
وكم خطاً حثثتها
في خزية أحدثتها
وتوبة نكثتها
لملعب ومرتع
وكم تجرأت على
رب السماوات العُلا
ولـم تراقبه ولا
صدقت فيما تدعي
وكم غمصت بره
وكم أمنت مكره
وكم نبذت أمره
نبذ الحذا المرقع
وكم ركضت في اللعب
وفهت عن ذنب الكذب
ولم تراعي ما يجب
في عهده المتبع
فالبس شعار الندم
واسكب شآبيب الدم
قبل زوال القدم
وقبل سوء المصرع
واخضع خضوع المعترف
ولُذ ملاذ المقترف
واعص هواك وانحرف
عنه انحراف المقلع
إلام تسهو وتني
ومعظم العمر فني
فيما يضر المقتني
ولست بالمرتدع
أما ترى الشيب وخط
وخطّ في الراس خطط
ومن يلح وخط الشمط
في فوده فقد نعي
ويحك يا نفس احرصي
على ارتياد المخلص
وطاوعي وأخلصي
واستمعي النصح وعي
واعتبري بمن مضى
من القرون وانقضى
واخشي مفاجاة القضاء
وحاذري أن تخدعي
وانتهجي سبل الهدى
وادكري وشك الردى
وأن مثواك غدا
في قعر لحد بل قعي
آها له بيت البلى
والمنزل القفر الخلى
ومورد السفر الأولى
واللاحق المتبع
بيت يرى من أودعه
قد ضمه واستودعه
بعد الفضاء والسعة
قيد ثلاث أذرع
لا فرق أن يحله
داهية أو أبله
أو معسر أو من له
ملك كملك تبع
وبعده العرض الذي
يحوى الحيي والبذي
والمبتذي والمحتذي
ومن رعى ومن رُعي
فيا مفاز المتقي
وربح عبد قد وُقي
سوء الحساب الموبق
وهول يوم الفزع
ويا خسار من بغى
ومن تعدى وطغى
وشب نيران الوغى
لمطعم أو مطمع
يا من عليه المتكل
قد زاد ما بي من وجل
لما اجترحت من زلل
في عمري المضيع
فاغفر لعبد مجترم
وارحم بكاه المنسجم
فأنت أولى من رحم
وخير مدعو دُعي
*************************